الفلاحي للرجال.. الراحة والأناقة في كل تفصيل
النوبي ألوان وزخارف تحكي قصة الأرض والنيل
السيناوي فخر الصحراء وروح البادية
تحقيق : ريم محمد
الزي ليس مجرد قطعة قماش نرتديها، بل هو جزء من هويتنا، روحنا، وتاريخنا الذي نحمله على أكتافنا بفخر. من خيوط التوب النوبي إلى تطريز الثوب السيناوي، إلى سمرة الجلابية الصعيدي، كل قطعة ملابس في مصر تحمل قصة، خلفها ناس وأماكن وأزمنة.
يعكس الزي الشعبي المصري فنًا متوارثًا مليئًا بالأصالة والذوق، ويحتفظ بلمسة قلبية تتجسد في الألوان والنقوش وطريقة اللبس، وهو ما يجعل كل زي يحمل عبقرية الإنسان المصري وحبه للجمال حتى في أبسط التفاصيل. وتجري مجلة «وتد» تحقيقًا حول تنوع الزي المصري حسب العادات والتقاليد.
الزي الفلاحي للنساء
الزي الفلاحي للنساء هو مزيج من البساطة والذوق الرفيع. يتمثل في الثوب أو الجلباب الطويل والواسع المصنوع من القطن أو الكتان، والمزخرف بالألوان الزاهية أو النقوش الشعبية. يتم تطريزه بخيوط ملونة على الأكمام أو حول الرقبة. أما المنديل أو الغطاء، فيُستخدم كقطعة قماش تُلف على الرأس وتثبت بالدبابيس، بينما يضفي الزنار أو الحزام حول الخصر لمسة من الأناقة. لا تكتمل إطلالة المرأة الفلاحيه دون الإكسسوارات مثل الخلاخل، الأقراط الكبيرة، والعقود المصنوعة من الفضة أو الخرز، إضافة إلى العباءة أو الجبة التي تُلبس في الطقس البارد.
الزي الفلاحي للرجال
أما الزي الفلاحي للرجال، فيتضمن القمباز أو الدشداشة الطويلة المصنوعة من القطن أو الصوف، بلون موحد غالبًا أبيض أو بيج أو رمادي. يُضاف إليه الشماغ أو الكوفية كغطاء رأس تقليدي، ويمكن تثبيته بعقال أو لفه بطريقة تقليدية. لا تكتمل الصورة دون العباءة التي تُرتدى في الشتاء أو المناسبات الخاصة، بينما يستخدم الحزام في بعض الأحيان لحمل أدوات العمل أو السكين.
ا
لزي النوبي
الزي النوبي للنساء من أجمل الأزياء التراثية في العالم العربي، ويتميز بألوانه الزاهية مثل الأحمر، البنفسجي، الأزرق، والأخضر، التي تمزج بين الطبيعة والنيل في تصميماتها. يتسم الثوب النوبي بالفضفاضية، ويُطرز يدويًا أو يُزين برسومات هندسية مستوحاة من البيئة النوبية. أما غطاء الرأس، فيُعرف بـ «الشيلة» أو «الطرحة»، وتُزين بحُلي فضية ومطرزات يدوية تعكس تاريخ وثقافة هذا الشعب العريق.
الزي السيناوي
الزي السيناوي يتميز بأصالته وارتباطه العميق بالبيئة الصحراوية والطابع البدوي. يشتمل على الثوب البدوي الطويل والواسع باللون الأسود أو الكحلي، مزخرف بتطريز يدوي باستخدام خيوط زاهية تعكس رموزًا مرتبطة بالمرأة أو القبيلة. أما غطاء الرأس فهو الشيلة أو الطرحة التي تزين بحبات الخرز أو العملات المعدنية. بينما يرتدي الرجال الجلابية أو الثوب الأبيض في الحياة اليومية أو في المناسبات، مع العباءة (البشت) التي تُلبس في المناسبات وتزين بخيوط ذهبية.
الزي التقليدي المصري.. حكاية متوارثة عبر الأجيال
الزي التقليدي المصري – سواء كان في النوبة، سيناء، أو الصعيد – ليس مجرد ملابس، بل هو حكاية متوارثة عبر الأجيال مليئة بالأصالة والفخر. كل خيط، كل تطريز، وكل لون يحكي قصة شعب يحمل هويته بكل فخر. في زمن سريع، يظل الزي التقليدي تذكارًا لرجوعنا إلى جذورنا، ويُظهر أن الجمال ليس فقط في الموضة الحديثة، بل في الاعتزاز بالتراث والهوية التي لا يمكن نسيانها.
رمز للفخر بالهوية والتمسك بالتراث
تُظهر الملابس التقليدية في مصر – بمختلف أنواعها وألوانها – كيف يمكن للزي أن يكون أكثر من مجرد لباس، بل جزءًا من الهوية الثقافية التي لا يمكن التفريط فيها. المصريون، من خلال زيهم التقليدي، يحافظون على تراثهم ويعكسون تاريخهم العريق بفخر، ويُظهرون للعالم أن الأناقة الحقيقية تكمن في التمسك بالهوية الثقافية عبر الأجيال.